لمذا يكذب الاطفال ؟!! هذا الموضوع من اهم المواضيع لدينا فى حياتنا ولآن سوف نعرف ما سر هاذا السبب.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن وصف الكذب من أسوأ الصفات التي يمكن أن يكتسبها الطفل؟ وحين يستهل الوقوع في الكذب فإنه يصبح قادرًا على ارتكاب كل الأخطاء الكبيرة والصغيرة، وهذا واضح في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
[[إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا]] كما أنه يصبح إنسانًا غير موثوق به فيفقد بذلك التقدير من الآخرين.لماذا يكذب الأطفال؟سؤال محير يتردد في أذهان الآباء فيقفوا مكتوفي الأيدي عاجزين عن الإجابة أو اتخاذ الإجراء المناسب.لماذا يكذب الأطفال؟مع أن الآباء لم يقصروا معهم في شيء ولم يبخلوا عليهم بشيء بل قدموا لهم الغالي والنفيس، وأغدقوا عليهم المحبة والعطف والحنان، بل تنازلوا عن حقهم من أجل إرضاء أبناءهم وبعد هذا كله يكذبون عليهم.فلماذا يكذبون؟الكذب عند الأطفال ما هو إلا محصلة لعوامل بيئية وعوامل ذاتية دفينة داخل نفس الطفل.وكلما قرب البيت من مكارم الأخلاق وحرص عليها قل تأثير العوامل البيئية في غرس صفة الكذب عند الطفل.
1. تأثير العوامل البيئية المحيطة بالطفل [البيت ـ المدرسة ـ المجتمع]
أـ البيت:إن الطفل الذي ينشأ في أسرة تلتزم الصدق على نحو تام تقوى لديه الحاسة الخلقية، ويكتمل لديه الالتزام الخلقي، والأسرة التي تمارس الكذب لا تساعد أبناءها على امتلاك فضيلة الصدق.ومثال ذلك: عندما يرد الطفل على التليفون ويسأل الطالب عن الأب فيشير الأب إلى ابنه بأنه غير موجود، ويظن الأب أن الطفل لا يتأثر بهذا الموقف، وهو لا يعلم أن كل هذه المواقف تنطبع في نفس الطفل الشفافة لتخرج بعد ذلك ليكذب على والده.وكذلك عندما يرى الأم تكذب عل الأب خوفًا من غضبه، والأب يكذب على الأم، وإخوته الكبار يكذبون على بعض حتى ولو على سبيل المزاح، كل هذه الصور تنطبع في ذاكرة الطفل، لأنه في هذه السن يعتاد الالتقاط والتقليد.
ب ـ المدرسة:هذا إضافة إلى ما يراه الطفل في المدرسة سواء من زملائه الذين يكذبون على المدرس حتى لا يضربهم، أو المدرس الذي يكذب عليهم حتى يخيفهم ويزيد هيبته عندهم، والمدرس يكذب على المدير، والمدير يكذب على ولي الأمر وهكذا.كل هذه الصور السيئة تنطبع في نفس الطفل الشفافة وتغرس جذور هذه الصفة الذميمة [[الكذب]] فيه.
ج ـ المجتمع:وكذلك ما يراه الطفل في الشارع، فمثلاً في السوق يجد البائع يكذب ليزين سلعته وهي رديئة.ـ وما يراه الطفل على شاشات التلفاز من كذبات تلو كذبات وألعاب سحرية [خفة يد] ومن تمثيليات وقصص كاذبة، ومن أخلاق خرافية سبحت في بحار الخيال [باتمان ـ سوبر مان].كل هذه العوامل المحيطة بالطفل تؤثر على نفسيته مع غياب القدوات الصالحة التي تحثه على مكارم الأخلاق وغياب أصدقاء الصدق.عزيزي الأب .. عزيزتي الأم..هناك فرق بين الكذب والمراوغة وبين الكياسة أو الفطنة. فكيف ذلك؟للأسف إن المجتمع ينظر إلى الصادق غالبًا على أنه طيب القلب لا يستطيع أن يراوغ أو يحاور، وبالتالي ينظرون إليه أنه لن يكون ناجحًا في حياته.وعلى العكس تمامًا ينظر المجتمع إلى الكاذب بأنه المعجزة الداهية الذي يستطيع أن يلف ويدور ويداهن ويكسب ويربح أو كما يقولون [يلعب بالسمكة وذيلها].وغاب عن أنظار الناس أن هناك فارقًا كبيرًا بين الكذب والكياسة أو الفطنة، فالمؤمن كيس فطن ولكنه ليس بكذاب كما قال عمر رضي الله عنه: [[لست بالخب ولا الخب يخدعني]].ولكن هذا لا يعني أن نعزل الطفل تمامًا عن المجتمع حتى لا يتأثر بهذه العوامل فآثار العزلة السلبية أكبر بكثير من آثار الخلطة على الطفل .. ولكن الوسط هو حال الراشدين، وإنما الحل باتخاذ الوسائل العملية التي تحول دون ثائر الطفل بهذه العوامل.
2. الكذب بسبب دوافع نفسية ليس لها علاقة ببيئة الطفل:
للطفل دوافع ذاتية للكذب لا يستمدها من قدوة سيئة أمامه، وكذلك لا ترده عنها القدوة الصالحة تلقائيًا بغير تلقين وتوجيه وجهد يبذل.
أـ يكذب الطفل أحيانًا ـ دون أن يقصد الكذب بدوافع من قوة خياله الذي يجسم له أشياء لم تحدث، فيراها كأنها حدثت بالفعل ويقصدها على أنها واقع.وعند ذلك لا ينبغي أن يجابهن الوالدان بأنه كذاب، بل تكون نصيحتهما له أن يتذكر جيدًا وأن يدقق في التذكر لعل الأمر ليس كما يقول حتى يرداه إلى حقيقة الواقعة.
ب ـ وهو يكذب أحيانًا بقوة خيالية كذلك ـ ولكن على وجه آخر ـ فهو يتمنى ثم يصدق ما يتمنى ويتخيل أنه حدث بالفعل فيشبع رغبته بتحقيقها في الخيال ثم يصدق الخيال.ـ وهنا لا يجوز مجابهة الطفل بأنه يكذب، إنما يكون التذكير حتى يعود للواقع.
ج ـ ويكذب الطفل أحيانًا ـ وهو على وعي بالكذب ـ تحقيقًا لأمان ورغبات لا تتحقق في واقع حياته 'فيفْشُر' ويزعم أنه يمتلك كذا أو يصنع كذا، مما يحقق بطولة وهمية، أو تعظيمًا لشخصه على غير الواقع، وغالبًا ما يكون هذا الفشر مع أقران الطفل الذي يشعر في دخيلة نفسه أنه أقل منهم.ـ وعلاج هذه الحالة المرضية ليس بمواجهة الطفل بأنه كذاب أو فشار، وإنما على الوالدين دراسة الأسباب الدفينة التي تجعله يضخم الواقع بالوهم.وأن يعالجاه بإعادة الثقة إليه واعتداده بنفسه على حجمها الطبيعي الواقعي في شيء يملكه بالفعل ويقدر عليه، فلن يحتاج بعد ذلك إلى الادعاء
.د ـ وقد يكذب الطفل ليستولي على مزيد من النقود ينفقها في أشياء يشتهيها ولا يحصل عليها في حدود ما يعطى له من المصروف.ولعلاج ذلك الانحراف لا بد من تقويمه بشيء من الحسم ولكن مع كثير من النصيحة، وبالتلقين بأنه أمر رديء جدًا يفقده ثقة والديه وثقة أحبائه ويدعو إلى احتقارهم له وهكذا حتى يكف.وكل حالة من حالات الكذب لها ما رواءها من أسباب ولا بد من دراسة الأسباب لاختيار الأسلوب المناسب في العلاج.ما هي الوسائل العملية التي تعين الآباء على محو آثار صفة الكذب عند الأطفال؟إليكم بعض الوسائل العملية التي تعين الآباء على محو آثار هذه الصفة عند الطفل وتقليل تأثير العوامل البيئية عليه وتنشئته على حب الصدق والصادقين:
1ـ ربط الطفل بقدوة صالحة تحثه على مكارم الأخلاق سواء في البيت أو المدرسة أو المسجد، فمثلاً يعتاد الوالدان الصدق ولا يكذبون أمام الطفل ولو بالمزاح، ففي الحديث روى أحمد وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[من قال لصبي: هاك، ثم لم يعطه فهي كذبة]].
2ـ اقتناء القصص القصيرة وأفلام الكرتون ووسائل الإيضاح التي تحث الطفل على الصدق، وأيضًا القصص الواقعية الحقيقية والبطولات الإسلامية كقصة خالد بن الوليد ـ وصلاح الدين.
3ـ تقبيح صورة الكاذب أمام الطفل، وبيان أن الكاذب منبوذ من الجميع والصادق هو الأثير عند الكل، وقد صح عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضًا عنه [أي مجافيًا له] حتى يحدث توبة.
4ـ متابعة الطفل في المدرسة ومعرفة أصدقائه والتأكد من سلامة أخلاقهم.
5ـ البحث عن مشاكل الطفل النفسية وعلاجها بصورة ملائمة فكل حالة من حالات الكذب لها ما رواءها من أسباب فلا بد من دراسة الأسباب لاختيار الأسلوب المناسب في العلاج.
6ـ اشتراك الطفل في الألعاب الرياضية حتى تزداد ثقته بنفسه.
7ـ أن يعامل الطفل بمبدأ حسن النية وإحسان الظن وألا يواجه الطفل بكذبه دائمًا بل الأصل أنه صادق، مع العفو عن زلته إن صدق فإذا لم تنفع معه أساليب النصح فعلينا أن نستخدم حينئذ العقوبة الرادعة.